تأثير الأجهزة اللوحية والشاشات على الأطفال في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة


أصبحت الأجهزة اللوحية والشاشات من الوسائل الشائعة التي يعتمد عليها الكثير من الآباء لتهدئة أطفالهم أو تسليتهم. لكن هذا الاعتماد المتزايد قد يسبب آثارًا سلبية خطيرة، خصوصًا على الأطفال في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة، وهي مرحلة حاسمة لتطورهم البدني والنفسي والإدراكي. في هذا المقال، سنتناول تأثير الشاشات الإلكترونية على الأطفال في هذه المراحل العمرية المبكرة، بالإضافة إلى الحلول الممكنة لتقليل هذه الأضرار.

تأثير الشاشات الإلكترونية على الأطفال في مرحلة الرضاعة:

أولًا. إعاقة التطور الحسي والحركي

الأطفال الرضع يتعلمون من خلال التفاعل المباشر مع محيطهم. الزحف، لمس الأشياء، والاستماع للأصوات الحقيقية كلها أنشطة تساعد على تطوير حواسهم ومهاراتهم الحركية. من أضرار الشاشات على الاطفال أنه يحرم الأطفال من هذه الفرص ويؤدي إلى تأخر في تطوير المهارات الأساسية مثل التوازن والإمساك بالأشياء.

ثانيًا. ضعف التواصل البصري واللغوي

في مرحلة الرضاعة، يكون التواصل البصري مع الوالدين والأشخاص المحيطين من أهم الأدوات لتنمية المهارات الاجتماعية واللغوية. عند جلوس الطفل لفترات طويلة أمام الشاشة، تقل فرصته لتلقي التحفيز البصري والصوتي اللازم لنمو مهاراته.

ثالثًا. تأثيرات على الروابط العاطفية

يحتاج الرضع إلى تفاعل مستمر مع والديهم لبناء روابط عاطفية قوية. الاعتماد على الشاشات كوسيلة للتهدئة يقلل من التفاعل المباشر مع الوالدين، مما قد يؤثر على شعور الطفل بالأمان والثقة.

رابعًا. تأثير سلبي على النوم

من أضرار الشاشات على الرضع أنها تؤثر على نوم الطفل بشكل صحي، حيث تعرض الأطفال الرضع للأضواء الزرقاء المنبعثة من الشاشات يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يسبب اضطرابات في النوم. والنوم الجيد في هذه المرحلة ضروري جدًا لنمو الدماغ والجسم.

أضرار الشاشات على الاطفال في مرحلة الطفولة المبكرة:

أولًا. تأخر في تطوير المهارات الاجتماعية

في السنوات الأولى من العمر، يتعلم الأطفال من خلال التفاعل الاجتماعي واللعب. الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يؤدي إلى انعزال الطفل عن أقرانه، مما يحد من فرص تطوير مهاراته الاجتماعية مثل التعاون والمشاركة.

ثانيًا. ضعف القدرة على التركيز

من أضرار الشاشات على الأطفال أنها تسبب التشتت وضعف التركيز، المحتوى السريع والمحفز الذي تقدمه الشاشات يؤثر على قدرة الطفل على التركيز في المهام اليومية البسيطة. قد يواجه الأطفال صعوبة في الجلوس بهدوء أو الاستماع للآخرين بسبب التعود على التحفيز المستمر من الشاشات.

ثالثًا. زيادة خطر السمنة

الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات يقل نشاطهم البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يرتبط استخدام الشاشات بتناول الطعام بشكل غير منتظم أو غير صحي.

الحلول لتقليل التأثير السلبي للشاشات

تجنب الشاشات في مرحلة الرضاعة

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تعريض الأطفال تحت عمر السنتين لأي نوع من الشاشات، حيث أن أدمغتهم ما زالت في طور النمو وتحتاج إلى التحفيز المباشر.

تحديد وقت الشاشة للأطفال الأكبر سنًا

بالنسبة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، يمكن تخصيص وقت محدد للشاشات لا يتجاوز ساعة واحدة يوميًا، مع التأكد من أن المحتوى الذي يشاهدونه تعليمي وآمن.

تشجيع الأنشطة البديلة

لتقليل تأثير الشاشات الإلكترونية على الأطفال يمكن استبدال وقت الشاشة بأنشطة تفاعلية مثل اللعب بالمكعبات، الرسم، أو قراءة الكتب المصورة. الألعاب المتوفرة في متجر زرافة، مثل المكعبات والألعاب التفاعلية، تعد بديلاً مثاليًا لتحفيز الإبداع وتعزيز التعلم.

المشاركة العائلية

ينصح بأن يكون وقت الشاشة نشاطًا مشتركًا بين الوالدين والطفل، حيث يمكنهم التفاعل مع المحتوى ومناقشته لتحويله إلى تجربة تعليمية.

تشجيع التفاعل الاجتماعي

تنظيم وقت اللعب مع الأقران أو المشاركة في أنشطة جماعية يساعد الطفل على تطوير مهاراته الاجتماعية، مما يقلل من تأثير الشاشات الإلكترونية على الأطفال

الألعاب التعليمية كبديل للشاشات الإلكترونية

يوفر متجر زرافة مجموعة متنوعة من الألعاب التعليمية المصممة لتعزيز نمو الأطفال بشكل صحي وآمن وتجنب أضرار الشاشات على الأطفال. ومن فوائد الألعاب التعليمية ما يلي:

الألعاب التفاعلية: تساعد الأطفال على تطوير مهارات التفكير والإبداع.

المكعبات: تعزز مهارات البناء والتنسيق الحركي.

الكتب المصورة: تقدم فرصة لتنمية حب القراءة لدى الأطفال.

تأثير الشاشات الإلكترونية على الأطفال بشكل عام بتوقف على معدل وطريقة استخدامها فغالبا لا تسبب مشاكل كبيرة عند استخدامها بشكل معتدل ومدروس، إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على نمو الأطفال. من خلال توفير بيئة غنية بالبدائل التفاعلية مثل الألعاب التعليمية والأنشطة الاجتماعية، يمكننا حماية أطفالنا ودعم تطورهم بشكل صحي ومتوازن.

مقالات ذات صلة

HTML مخصص